… من مجلة النادي العدد الخامس عشر بتاريخ أكتوبر 1980 كان هذا الخبر
أنشودة العصافير في خمائل الشجر و دهشة نسمة تحرك الشذى و تحمل الانفاس عبق
ليلة صيف حانية , و يسبح كروان في السماء وفضول في العيون يتابع حركة غير عادية في حديقة
المشويات
رئيس النادي في ناحية الشرفة يقف وكأنه قائد فصيلة سمعه مع مدير النادي وعيناه تبوح
بشئ من القلق
جورج لوقا المسئول عن المطعم يجند خيرة رجاله لقدوم ضيف عظيم ويرصد الفضول باب الحديقة !!
يا ترى من يكون زائر المساء ؟؟
هل هو سيد مرعي الذي أقبل بشعره الفضي و ابتسامته العريضة و معه قرينته !
المشهد يوحى بأن الرئيس القادم .. ولكن الطريق لم يغلق .. ولا حرس و لا حواجز ولا أماكن محرمة
وبلا أي مقدمات أو زئير الموتوسيكلات تقف سيارة الرئاسة ويغادرها رجل الحرب والسلام ويدخل الرئيس السادات
إلي الحديقة ترافقه سيدة مصر الأولى و كريمتاه نهي وجيهان ويستقبله رئيس النادي وسط تصفيق الأعضاء
و في طريقه الي مائدته التي أعدت في ركن من حديقة المشويات التي ترتفع فوق وادي الجولف قابلته سيدة مسنة
من عضوات النادي ووقفت برتا ميلكي كلوديان سعيدة برؤية الرئيس وقالت وهي تصافحه : رائيتك كثيرا في التفزيون و السينما
وكنت دائما اتمني ان أراك في الحقيقة , وضحك الرئيس قائلا :
وها انت الان ترين وجهي , ما رأيك ؟
وطبعت السيدة العجوز قبلة علي وجهه الذي يغمره صفاء النفس
ومن عادة الرئيس ان يصوم ثلاثة أيام كل أسبوع طوال العام , وقد أختار الرئيس نادي سبورتنج لتناول الأفطار مع أسرته
وحول مائدة الأفطار جلس الرئيس وأسرته مش أي اسرة تمضي وقتا سعيدا في النادي
محمد صالح الذي أشرف علي خدمة الرئيس يقول : ابتسامة الرئيس طيبة جعلتني طبيعيا جدا ولم أشعر بأي رهبة
وطلب الرئيس طبق مشويات البتلو و الأسرة طلبت أطباق السمك المشوي
وعندما سمعهم الرئيس يبدون اعجابعم بالسمك طلب ان يذوق شيئا منه
والسيدة جيهان السادات قالت لي لا يكفي طبق واحد من الباذنجان المخلل , وطلبت كميات أضافية
وأختتم العشاء بكاساتا و جاتوه سويسرول
وهذه هي ثاني مرة يقوم فيها الرئيس السادات بزيارة خاصة للنادي بدون رسميات
الزيارة السابقة كانت في الصيف الماضي وصحب معه حفيده الصغير
واعتذر لنا سيد مرعي بأن الرئيس لا يرغب بأي مقابلات صحفية و أضاف : لنتركه يشعر بالراحة في مكان يحبه
وتبادل الرئيس بد الطعام تبادل مع محي الشاذلي كلمات قليلة
قال الشاذلي : أرجو ان يكون سبورتنج علي مستوى الشرف العظيم الذي يناله منكم يا سيادة الرئيس بزيارتكم له
وقال الرئيس : كل شئ هنا ممتاز و يدعو للفخر و الأعتزاز
وفي طريق مغادرته للنادي مودعاً بالحفاوة والترحاب تقدم فؤاد شهيب عضو مجلس الإدارة وصافح الرئيس ووجه له دعوة
للأجتماع بشباب النادي وافتر ثغر الرئيس عن ابتسامة مشجعة وقال : شكرا شكرا … حاضر .
